في بقعه عمها الظلام مكَثَ قلمي .. أصواتُ نواحِ القلبِ تُأرِقُني ..همَمتُ على المَضي سأبوحُ بما يُصارِعُ الامنِيات ويُنافِسُ الاحلام ..سأكشِفُ عن هوِيَتِه ذاكَ الذي اقتَحَمَ حياتي دونَ إذن وبقيَ يُحارِبُ القدر وقَفَ على أعتابِ بابٍ أصابهُ صَدَأُ الوِحدة ..نظرَ بطرَفِ عينهِ والكِبرياءُ يعتلي منكبيه ..رفَضَ الدخول بِحُجَتِ الرُقي ورَفَضَ العودَة بِحُجَتِ عدمِ الانقِياد ..طيورُ الجفاء بنَت اعشاشَها وأصابَ القلب مرضٌ خبيث يُدعى الفضول ..بقيتُ انظُر اليه تَجاهلتُ كل الزوايا كل الطرق بقيتُ احدِق الى ~سراب~ حتى خِلتُ انَهُ احدُ مُلوكِ الحبِ جاءَ لكي يَتَصدَقَ علي ببعَضٍ منه ..لكن كانَ ابخَل ملك رأتهُ عيناي ..مرتِ الليالي والأيام بدأتُ اأنَسُ وحدَتي واجرَعُ ظلمتي ..بدأت تنطَفيء بسمتي وهو مازالَ واقِفاً لا قرار ولا فرار ..عجزتُ عن الاقتِراب ~فالخجل~ داخلي نبعٌ يفيضُ كرماً ..جاءَ الشِتاء ومازالَ مِعطفي مُرَقع بِـالاوهام ..ذَبُلت ازهارُ الأمل ..أمطرت عيناي دمعاً حتى جرى نَهرُ اليأسِ من بينِ يدي ما زالَ يبتَسم عجيب يبدو ان مشاعرَهُ قد اثلَجَت وقلبَهُ قد اهتَرأ ..تأبى كرامتي ان تُعاتبه ويأبى قلبي ان ينساه ..هاهي جذورُ الحيرة تتفَرعُ في عقلي ..ما زِلتُ انظر وانظر لا شيء جديد ..احمرت عيناي اصبَحَ السَهرُ كُحلاً لها ..قهوتي مَلَحتها الدموع ..حتى صفعتني وبِقوه يدٌ تدعي أنها الحقيقة أبقت أثراً على خَدِ الأيام ..صرخت يكفي طيبا يكفي إحساناً ..أنتِ ذاتَ قلبٍ نادِر وعقلٍ بريء تأسفي للعظمة التي دفنتها اعذارُك وطالَ على حِسابِها انتِظارُك ..ما تنظُرينَ اليه ~قِناعٌ~ ارتَدى وشاحَ الكذب فالتنظري حوله وتجلسي كي لا تقعي من شِدَةِ الصدمة ..فعلمتُ ان الواقِع مُؤلِم حدَ الموت ..نازَعتُ كي اتَقبله ..امسَكتُ سِكينَ النسيان ..وبدأت استأصِل صورَته من قلبي كل شيء يَخُصه ..وقَفتُ ونحوَ الباب تَقدمت امسَكتُ قبضَتَهُ وأنا ابتَسم ثمَّ بدأتُ بإغلاقِه ..في هذه الأثناء كانت وحدَتي والظلام يُصفِقان ..والحزنُ يُلَوِحُ لي ..توقفت لحظه شيءٌ يركُضُ نحوَ الباب يَهتِفُ ان انتَظر وإذ به الأمل جاءَ لِزيارتي مُصاحِباً التفاؤلَ والإصرار أعطاني ورَقه وانصرَف اغلَقتُ الباب وجلستُ في زاويَةِ الخيبه لأقرأها كَتَبَ فيها " هِيَ دِكتاتورية الحُب " فلا تلقي لها بالاً فأنتِ مازِلتي ترأسينَ (النقاء) فبابُك لم يعبُر مِن خلالِهِ سُخفُ البشر ..!!