كلمة إدارة مجموعة صبا الفنية في المسيقى

بسم الله الرحمن الرحيم

الموسيقى من المنظور الواسع

بقلم :م. عبدالكريم شعراني.

· مقدمة :

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .

دفعني إلى كتابة هذا الموضوع ، كثرة تساؤل جمهورنا الحبيب حول رأي فرقة صبا في الموسيقى و استخدامها بالأناشيد ،أقول أنه يمكن لمن يستمع لأناشيدنا و ما نقدمه من فن أن يعرف ما هو توجهنا ، و لكن أحببت أن أوضح لجمهورنا قناعتنا و رؤيتنا لهذا الموضوع الذي هو من أكثر المواضيع حساسية في عالم الإنشاد، فقد كثرت النقاشات و المناظرات في هذا الموضوع، و أخذت هذه القضية من وقتنا الكثير الكثير ، و آن الأوان لنحسم فيها أمرنا و نلتفت جميعنا نحو التخطيط و العمل لتغيير واقع أمتنا التي أنهكتها الخلافات و التناقضات و الإختلافات التي لا تزيدنا إلا ضياعا و شرذمة.

هذه القرار ,أقصد استخدام الموسيقى أو عدم استخدامها ، حسمته إدارة مركز صبا بعد تجربة طويلة, وبحث مضنٍ.استطعنا و الحمد لله في النهاية أن نصقل أفكارنا و نحدد قناعتنا ، و من هنا أحببنا أن ننقل هذا الفكر إلى كل من يهتم بالبحث عن الأصح ، و يريد أن يصل إلى شيء يريح قلبه و ضميره .

أقول أن هذا المقال يعبّر عن قناعتنا وهو ليس فتوى شرعية، يستدل به. و لكننا نقول أننا ان شاء الله سنطرح الموضوع من أوسع وجهة نظر ممكنة ، حتى نستطيع أن نحكم على الأمور بشكل أدق. صراحة لقد قرأت الكثير من المقالات التي تحدثت في هذا الموضوع و لا أريد أن أزيد مقالا إضافيا دون أزيد طرحا جديدا و رؤية متكاملة لهذا الموضوع ، و أعود و أقول أن هذه قناعتنا و رأينا ، و أول فكرة ندعو إليها هي فكرة قبول الآخر و البحث عن الأرض المشتركة التي تجمعنا، هذه هي الخطوة الأولى للتغيير ، من هنا سننطلق في بحثنا و نقاشنا.....



طبعا أول محطة يجب أن نمر عليها في أي موضوع يواجهنا في حياتنا هو رأي الشرع من الموضوع ، لن أدخل بتفاصيل عميقة في هذا الشق لأن الكتب و المقالات و الأبحاث كثيرة، لهذا سأعرض آراء المحرمين و المبيحين و أدلة كلٍ منهم....

· الرؤية الشرعية:

في بداية خوضنا في الناحية الشرعية لموضوع الموسيقى ،أحببنا أن نركز على نقطة مهمة و أساسية نجب أن نضعها نصب أعيننا في تعاطينا مع أي مسالة شرعية ،و هي أن ليس أي موضوع شرعي أو حكم نستطيع ان نُخضِعَه لتحليلنا و اجتهاداتنا ،بل إن هناك مواضيع و أحكام منزلة صريحة واضحة ليس عليها نقاش، أجمع عليها العلماء في كل العصور، نحن كمسلمين يجب أن نكون مسَلِّمين بها، هذه الأحكام ثابتة لا تتغير و لا تتبدل مع تبدل الزمان أو المكان أو التقاليد. اما ما أتيح لنا أن نناقش به هي الامور التي اختلف عليها العلماء على اختلاف العصور، هذا الاختلاف جاء بسبب عدم وجود نص شرعي صريح، أدى إلى تقديم العلماء اجتهاداتهم الشخصية, هذا الاختلاف دليل مرونة و سعة الدين الإسلامي، هذه المرونة هي التي تؤهله أن يكون دينا صالحًا لكل الأزمان و العصور, و هي التي تجعل الإسلام قابلاً للتطور دون أن يخسر جذوره و أصوله.هذه هي القناعة الأولى التي يجب أن يتفق عليها كل المسلمين.

اختلفت المذاهب الأربعة في حكم المعازف ، و المقصود بالمعازف الآلات الموسيقية المصاحبة للغناء، بين محلل و محرم , مع التوجه إلى تحليل الآلات الإيقاعية, و كانت آراء الأئمة كما يلي:

1- مذهب الحنفية:ذهب علماء الحنفية إلى تحريم الآلات الموسيقية بأنواعها المختلفة، الوترية والإيقاعية والهوائية ، وأحلوا فقط الدُّف وطبل الغزاة.

2- مذهب المالكية:من الملاحظ أنه يوجد آراء مختلفة في هذا المذهب، فعندهم من حرم الآلات الوترية ، والآلات الهوائية، وأحل من الآلات الايقاعية الدّف و طبل الغزاة ، و منهم من أحل جميع المعازف مثل إبن العربي.

3- مذهب الحنابلة :ذهب الحنابلة إلى تحريم الآلات الوترية والهوائية، أما الإيقاعية كالقضيب ، ففيه وجهان حيث الراجح تحريم الضرب بالقضيب ، والإباحة للدف لكن بدون جلاجل، وكراهية الدف للرجال على الأرجح.

4- مذهب الشافعية: مع أنه وجد في المذهب الشافعي عدة آراء ومناقشات حول الآلات الموسيقية، فقد ذهب فقهاء المذهب إلى تحريم الآلات الهوائية ، والآلات الوترية، أما الآلات الإيقاعية فقد أحلوا فقط الدُّف لكن بدون جلاجل، وأيضاً أحلوا طبل الغزاة.
وقد خالف جمهور الشافعية ابن القيسراني ،حيث ذهب إلى إباحة جميع الآلات الموسيقية.
وايضاً الغزالي ذهب إلى تحريم الأوتار والمزامير وطبل الكوبة وأباح ما دون ذلك.

5- مذهب ابن حزم:أباح ابن حزم الآلات الموسيقية جميعها.

بعد الجولة السريعة على آراء العلماء نستطيع أن نخرج بخلاصة لا خلاف عليها ،أن موضوع الموسيقى هو موضوع عليه اختلاف فقهي ،لا يستطيع أي طرف أن ينكره أو يلغيه،هذا ما يوجب علينا أن ندخل في تفاصيل أدلة التحريم ،و أدلة المبيحين،و فيما لا شك فيه أن كل العلماء أجمعوا أن المعازف المصاحبة للمعاصي أوالتي تؤدي لها حرام قطعا. أما بالنسبة لتحريم المعازف منفردة فكان هناك رأيان:





· أدلة المحرمين هي:

اعتمد من قال بحرمة الموسيقى على دليل واحد من القرآن الكريم :
قال تعالى: { و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } سورة لقمان، الآية 6.

فقالوا ان المقصود بلهو الحديث هو الغناء و المعازف ، و استدلو على ذلك بقول لعبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، في تفسير هذه الآية.

و اعتمدوا أيضا على الحديث الصحيح الوحيد في صحيح البخاري:عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري و الله ما كذبني سمع النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول:

( ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف.(

رواه البخاري

و دعموا أدلتهم ببعض الأحاديث الحسنة أو الضعيفة كان أهمها:

عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي- صلى الله عليه وسلم- فاقبل- عليه السلام- فقال: (دعهما)، فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد فيه يلعب السودان بالدرق والحراب فلما سألتُ النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (تشتهين تنظرين ؟) فقلت:\"نعم\"، فاقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفده) حتى اذا مللت قال: (حسبك) ؟ قلت: \"نعم\"، قال:فاذهبي.

· رد المبيحين:

اعتمد المبيحين على قاعدة شرعية أساسية في الإسلام ، و هي أن الأصل في الأمور الإباحة ،فإذا لم نجد دليل صريح بتحريم أمر معين يكون حلالا، من هنا إنطلقوا و دحضوا الأدلة التي ذكرها المحرّمون، فبدأوا بالدليل الأول ،و قالوا ان تتمة الآية تحدد علة الحرمانية و هي الضلال عن سبيل الله و بهذا أي كلامٍ أو عمل يستخدم في الإضلال عن سبيل الله حرام قطعا ، سواءً كان معازف أو شعراً أو أي شيءٍ آخر. فالمعازف إذاً ليست حراما بحد ذاتها،هذا أولا...ثانيا لا يمكن أن يكون قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حجة في أن المقصود بِلَغوِ الحديث المعازف خصوصا أن بعض الصحابة خالفوه (رأي الإمام إبن حزم).



ثم ردوا على الاستشهاد بالحديث \"يأتي زمان على أمتي يستحلون ...\" ،أولا أنه حديث حسن حيث أنه منقول عن شخصين ، وبالتالي إن سنده ضعيف، و من ثم قالوا أن هذا الحديث أيضا يوضح أن المعازف ليست محرمة بذاتها و إنما حرمت إذا ما اقترنت بالمحرمات من خمر و اختلاط فاحش، و حيث أن الخمر و الأمور المذكورة ورد تحريمها بنصوص صريحة و وا ضحة ما عدا المعازف ،و كل الأحاديث الأخرى التي وردت فيها المعازف اقترن تحريمها بوجود المحرمات الأخرى، و بالتالي استدل العلماء بهذا أن حرمانية الموسيقى تأتي لما تستخدم من أجله.

أما الحديث المروي عن عائشة (رضي الله عنها )اعتبرها العلماء ايضا دليلا على تحليل الموسيقى حيث أن رسول الله سمعها و لم ينكرها ،و إنكار أبو بكر لها ممكن أن يكون نابعاً من معرفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن المعازف في ذلك الزمان كانت تستخدم فقط في مجالس الهو و الفسق و العياذ بالله، بالتالي انكرها. و هذا دليل آخر على أن حرمانية المعازف جاءت عند اقترانها بالمحرمات.



و بهذا اعتبر العلماء المحللين أن لا حجة لتحريم الموسيقى و المعازف لذاتها و بالتالي هي حلال، بالمبدأ، و هي حرام قطعا إذا ما أدت إلى حرام.



بعد هذه الجولة السريعة على آراء العلماء و الأئمة رحمهم الله، و على أدلة كل منهم كانت ميولنا إلى من قال بتحليل الموسيقى ، مع وجود الشبهة في الموضوع ، هذا ما دفعنا إلى البحث و لتحليل أكثر فأكثر علَّنا نصل إلى شيء يحسم عندنا الشك و يعيننا على اتخاذ القرار السليم، مثل أي موضوع انتابنا الشك بتحريمه أو تحليله، نرجع إلى قاعدة في الشريعة الإسلامية، و هي البحث عن علة التحريم......

· علة التحريم:

طبعا من يدرس موضوع الموسيقى و يحاول أن يبحث عن علل تحريمها ، يجد أن علة التحريم يمكن أن تكون لثلاثة أمور لا رابع لها :

1- أن تكون العلة في الآلة المستخدمة في إصدار الصوت أو الموسيقى.

2- أن تكون العلة في الصوت الموسيقي بحد ذاته و التأثيرات الممكن ان تنتج عن هذا الصوت.

3- أن تكون العلة في ما تؤدي له الموسيقى و إلى ما تدعو و تشجع.



إذا استطعنا أن نحلل بطريقة منطقية هذه النقاط ممكن أن نصل إلى نتيجة توضح لنا الأمورأكثر .

إذا أخذنا النقطة الأولى ، و هي أن يكون سبب التحريم يكمن في الآلة المستخدمة و بالتالي إذا استبدلنا الآلة أو اخترعنا آلة موسيقية جديدة ، تلغى علة التحريم ، و بهذا تكون الموسيقى حلال، في الواقع هذا مايتم في أيامنا الحالية أكثرية الآلات المستخدمة هي آلات حديثة و تعتمد على الكهرباء و التردد في تحديد الاصوات .....

طبعا يحتاج الإنسان إلى القليل من التفكير المنطيقي ليكتشف أن العلة لا يمكن أن تكون من الآلة المستخدمة، و لكن حتى لو كانت العلة منها فالموسيقى المعاصرة التي تستخدم حلال لأنها بعيدة عن الآلات التي تم ذكرها نصيا في بعض الآحاديث الضعيفة التي وردت بتحريم بعض الآلات مثل المزمار و الربابة....

ففي هذه الأيام ممكن أن نصدر أي صوت نريده دون اللجوء إلى الآلة بحد ذاته و انما بإستخدام أجهزة الكومبيوتر لتصميم الصوت الذي نريد....إذا الموسيقى المستخدمة في الإنشاد حلال إذا كانت علة التحريم في الآلة المستخدمة ، أو يكون التحريم لسبب آخر....

ننتقل إلى النقطة الثانية ، و هي أن تكون علة التحريم في الصوت ، و هنا تكون المشكلة كبيرة لأن في هذه الحالة يكون كل ما يقدمه المنشدون و حتى الذين لا يستخدمون الموسيقى حرام لأنهم في إنشادهم والأصوات البشرية التي ينفذونها يقومون بتقليد الآلات الموسيقية و الأصوات الصادرة منها و بالتالي فإن أي صوت شبيه بصوت الموسيقى حرام، وهنا نصطدم بالمغالاة في هذا الإستنتاج ليصبح كل صوت ملحَّن حرام ، وهذا ما وصل له بعض المغالين باستنتاجاتهم،و طبعا هذا التحليل تحليل خاطئ لأنه يتناقض مع مبادئ الإسلام الذي حرم كل ما هو مضر بالإنسان و أوجد بديلاً لكل ما يحتاجه. فحرَّم الزنى و حلّل الزواج و حرم الخمر و حلّل كل المشروبات...... و فإذا كان تحريم الغناء و كل الأصوات اللحنية الجميلة حرام بذاتها فبم يشبع الإنسان رغبة الإستماع إلى ما هو جميل؟؟

و بهذا نصل للنقطة الثالثة و الأصح باعتقادنا و هي أن علة التحريم هي بالأمور المصاحبة عادة للموسيقى ، و عادة ما تكون الموسيقى أداة تقود إلى الحرام فمن هنا شدد الإسلام على تحريمها في هذه الحالة ،أما إذا كانت الموسيقى خالية من أي محرمات بل على العكس تدعو إلى الإسلام و مكارم الأخلاق، فالأرجح أن تكون مباحة.

بهذا تكون الصورة قد اكتملت تماما ، و أصبحت الأمور منطقية أكثر ، و تبلورت قناعتنا بوضوح، قناعتنا تقول أن الموسيقى حلال إذا دعت و أدت للحلال و الخير،و دون أن ترافقها أي محرمات . و هي حرام طبعا إذا ما دعت أو أرفقت بالحرام، و بهذا يبقى إستخدام الموسيقى موضوعا حساسا جدا يجب التعامل معه بحذر،حتى لا تكون بوابة و طريقا للحرام.

و هنا نقول نقطة مهمة جدا،و هي أنه لا يمكننا أن نلغي كل قيود استخدام الموسيقى،و نجعله أمرا مفتوحا للجميع ، بل نقول إن ثقافة الموسيقى يجب أن تكون مقترنة بثقافة دينية و شرعية كبيرة، و فكر إسلامي سليم، حتى نستطيع استخدام الموسيقى بالطريقة السليمة، و حتى لا تكون سبيلا للإنفلات و التحرر من أمور و أحكام شرعية أخرى جوهرية بالنسبة لنا و لديننا.



·أسئلة وجهت لنا ....يجب الإجابة عليها:



1- الموسيقى في الأناشيد!!!!.....ماذا سيصبح الفرق بين الأناشيد و الغناء؟؟



جملة أو سؤال كثيرا ما نسمعه، و أنا صراحة تفاجأت أن من يقول هذه الكلمات هم أشد المعجبين و المقدرين للنشيد الإسلامي!

نحن نقول كيف يمكن لهؤلاء أن يؤمنوا بالنشيد و بسمو رسالته و أهميتها و في نفس الوقت لا يجدون ما يفرق الإنشاد الراقي عن الغناء الهابط إلا الموسيقى!!

أظن أن هذه إهانة لرسالتنا و قضيتنا، أقول بكل بساطة أن الإنشاد أرقى و أسمى من أن ترتبط أهميته أو رسالته بالموسيقى ،الموسيقى ما هي إلا غلاف جميل لهدية قيمة تقدمها للناس، هذا الغلاف ضروري ليتقبل الناس منك هذه الهدية، و لكن يبقى فحوى الهدية هو الأساس .

الإنشاد قضية ، دعوة، مبادئ ، أخلاق و جهاد...هذا هو الإنشاد بالنسبة لنا.

ويبقى المؤدي و الكلمة و محيط النشيد و هدفه، هم الفارق الجوهري بين الإنشاد الراقي و الغناء الفاحش.



2- إذا كان لا بد من استخدام الموسيقى....استخدموها و لكن بشكل خفيف!!!!!!



قناعتنا تقول أن المسلم يجب أن يكون صاحب مبدأ، و مبادئه مرتبطة بتعاليم و أحكام دينه، هذا الدين الوسطي الصالح لكل العصور و المجتمعات، هذا الدين لا يحتوي على تناقضات و لا طرق ملتوية ، دين صريح واضح...

وجب علينا نحن كمسلمين أن نجد الحدود و الأحكام الشرعية، و لا نتجاوزها. لهذا نقول أن الإنسان عليه أن يبحث عن الحكم فإذا كان حراما ابتعد عنه و إذا كان حلالاً حق له أن يستخدمه ، نحن بعد بحثنا وجدنا أن استخدام الموسيقى لا بأس فيه ،ففضلنا أن نستخدمه بطريقة احترافية جميلة حتى تكون أداة تجميل للأنشودة دون أن نشوش على رسالة الأنشودة أو هدفها، و دون أن نغش المستمع فنقول نحن نستخدم الإيقاع و القليل من الموسيقى!!!! الموسيقى إما حرام وإما حلال ولا يمكن أن يكون هناك أوساط الحلول، هذه \"أوساط الحلول\" هي من إختراعنا حتى نلف و ندور حول الأحكام لتتناسب مع رغباتنا, لهذا نجد فعليا ليس هناك منشد يعمل بشكل احترافي \"لا يستخدم الموسيقى \"، كل المنشدين حتى الذين يقدمون أناشيد، بمستوى فني عالي، من دون موسيقى هم فعليا ينفذون كل موادهم و أناشيدهم بموسيقى و يتعاملون مع الموسيقى و كبار الموسيقيين، و من ثم تسحب الأصوات الموسيقية و تستبدل بأصوات بشرية، مع الإبقاء على بعض الأصوات و الآلات الموسيقية التي \"لا ينتبه لها المُستمع!!!\" . خلاصة الموضوع هو أنه كل من يقول أن الموسيقى حرام سيجعل المجتمع الإسلامي يعيش تناقضا كبيرا.

التناقض هو أننا نريد أن نقدم بديلاً عن الغناء المنحل، ولن تستطيع أن نقدم بديلاً بدون إستخدام الموسيقى ، و لن نستطيع رفع مستوى الإنشاد و أن يصبح لدينا مدربين و مطورين لهذا المجال إلا باستخدام الموسيقى لأن الموسيقى علمٌ يقوم عليه الإنشاد، فالمنطق يقول أنه لا يمكن أن تكون الموسيقى حراما بالمجمل، لأنه لا مهرب من استخدامها.

و نحن نقول أننا اقتنعنا ان الموسيقى مباحة، و سنستخدمها إن شاء الله بالطريقة السليمة على أن لا تكون غايتنا، و إنما هي وسيلة لنصل من خلالها لكل شرائح المجتمع.



3- كيف تريد ان تقنعنا ان الموسيقى أصبحت حلال فجاة!؟و نحن تربّينا على أنها حرام.



إن أئمتنا رحمهم الله ،وجدوا أن الموسيقى سلاح خطير ذو حدين ،وفي عصرهم وجدوا أنه من الأنسب و صونا للأمة، الإبتعاد عنه و عدم استخدامه ،و نحن لو كنا بعصرهم كنا التزمنا برأيهم، و لكن في أيامنا أصبح لا مهرب من استخدامه بل أصبح ضرورة ملحة ، فوجب علينا استخدامه و تربية مجتمعاتنا على استخدامه بالطريقة السليمة. شأنه شأن أي سلاح تحاول أن تبعده قدر المستطاع عن متناول الناس، و لكن إن كان و لا بد انه سيصل إلى أيديهم وجب عليك تعليمهم كيف يستخدمونه بالطريقة السليمة ليكون وسيلة خير.

و نقول ايضا ان هذا الهاجس الموجود عند الناس و الخوف من الموسيقى نابع من التشدد الذي حصل بعد أوائل التسعينيات حيث ظهر تيار مناهض لمن كان يدعو إلى العلمانية و التحرر من قيود الدين، فكانت المغالاة بالرد عليهم حرصا منه على عدم فقدان الهوية الإسلامية، و لكن هذه المغالاة كانت زائدة عن حدها في بعض الأمور، فمُنع الملتزمون من الموسيقى و ظهرت فتوى تحريم الموسيقى و التلفاز و تحريم تعلم العلوم الدنيوية و تحريم تعلم البنات. و ظهرت ،على سبيل المثال، فتوى تكفر من يقول بكروية الأرض و دورانها حول الشمس، يعني أن أي فكر تطويري جديد تمت محاربته بقوة بحجة أنه مخالف للنصوص الشرعية، لنتبين في النهاية أنه مخالف لفهمهم و استيعابهم لهذه النصوص .

لنجد أنفسنا فجاة، بعد ما التزم كثير من الناس بهذه الفتاوى، آخر الركب متخلفين علمياً و متخلفين إعلامياً ليس لدينا وسائل الإقناع و التأثير التي يملكها غيرنا ، و بدأت مجتمعاتنا, وللأسف ما زالت, تعيش تناقضات عظيمة، فكثر الفساد و التفلت الأخلاقي، وظهر التشدد و التطرف و التعصب بالمقابل، و قلّ أن تجد الناس المعتدلين المحافظين المثقفين في المجتمع للأسف، وهذه هي نتيجة المغالاة في إصدار الفتوى، دون النظر في حاجة الناس للبدائل.

لهذا نحن ندعوا لتأسيس مجلس علمي شرعي من علماء معاصرين واعيين، ليقوموا بتطوير الفتاوى حتى تتناسب مع الواقع الذي نعيشه، و يكون هناك دورات توعوية لعامة الناس ، لتطوير الثقافة الشرعية في المجتمعات .







3 – هل ستحررون الأراضي المغتصبة بالموسيقى؟

هذا أيضا سؤال كثيرا ما وجه إلينا، طبعا نحن لا نقول أننا سنُلزم إسرائيل على إعلان الإنسحاب الكامل من الأراضي المحتله ، وتقديم الإعتذارات الرسمية إلى كل من اعتدوا عليه ، لمجرد سماعهم إحدى الأناشيد الجهادية!! و لكننا نقول أننا نحاول أن نصنع حالةً من حالات الإلتزام و نحوّل مجتمعنا من مجتمع غير مُحَدِّد لأهدافه إلى مجتمع ملتزم يحمل همَّ أمته. نحن نحاول أن نرفع كمية تأثر المجتمع بالإسلام و القيم، و نزيد الثقة بالملتزمين .

الغرب عندما يقدم لنا الأغاني و الأفلام المسمومة، التي تحتوي موسيقى، لا يريد أن يحلّ أخلاق مجتمعاتنا بالموسيقى و لكن بالأفكار الملغومة التي يوصلها لنا بأبهى حلة و بأحسن طريقة ، و نحن نتقبلها بكل سذاجة,هم فهموا كيف تدار اللعبة وللأسف نحن لم نفهم بعد...

· الخاتمة:

في النهاية هذا هو رأينا و هذه قناعتنا ،لا ينكره علينا أحد، و لا ننكر على من لم يقتنع به. رأينا دعوة للوسطية.
و لكننا نرسل رسالة إلى كل من هو حريص على الدعوة و الإسلام ، لبدأ العمل و الإجتهاد لتطوير المجتمع و الإلتفات لما يفيد الناس و يرقى بمجتمعاتنا، و الإبتعاد عن ما يؤدي إلى الخلاف ، و الجدل العقيم الذي لا يؤدي إلا للمزيد من التخلف و الإنهزام، و نقول انه حان الوقت لننفض الغبار عن تفكيرنا ، و تأسيس مجتمع يحمل هَمّ قضيته قادرٍ أن يصنع النصر بإذن الله.

و أخيراً فإن الكلام الذي يخرج من القلب يدخل إلى القلب و الكلام الذي يخرج من اللسان لا يتجاوز طبلة الآذان. فحريٌّ بنا أن نحمل همّ أمتنا حقاً، فتارة بالإنشاد، وعندما يأذن الله بالتحرير نرجو أن نكون في عداد من يحررون القدس و الأقصى و كافة بلاد المسلمين الأسيرة، و يشهدون النصرالمنشود بإذن الله.





مدير مركز صبا الفني

م.عبدالكريم شعراني



إدارة المركز

:441:

في ذات ليلة هطل المطر
فكان من أثر المطر
أن عرفت القدر
بما صدر
و كان من بعدها أن خرج من البشر
ما كنت أبحث لكن ليس بوقتها المناسب الذي فيه الأجر
فرأيت شخصا نفس العين و الحدر
ما كان مني إلا تثبت منه بلمحت عذر
الحمد لله على كل خبر و قدر و أمر صدر
و حمانا ربنا من كل شر
هذا هو الخبر
و رب ضارة أخرجت لنا الخبر
أسألك يا رب جنات ونهر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر

في ذات ليلة هطل المطر
فكان من أثر المطر
أن عرفت القدر
بما صدر
و كان من بعدها أن خرج من البشر
ما كنت أبحث لكن ليس بوقتها المناسب الذي فيه الأجر
فرأيت شخصا نفس العين و الحدر
ما كان مني إلا تثبت منه بلمحت عذر
الحمد لله على كل خبر و قدر و أمر صدر
و حمانا ربنا من كل شر
هذا هو الخبر
و رب ضارة أخرجت لنا الخبر
أسألك يا رب جنات ونهر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر

قال تعالى (محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم و رضوان سيماهم في وجوههم من أثر السجود) هؤلاء هم قدوتي

يعطيك العافية

تقبل مروري

بارك الله فيك

مشاركات جميلة يا أحبابي أشكو لكم يا أخوتي لي إذا أختار يكسر الحواجز لأجل الذي أختار :cheers:

تسلم

:فلسطيني يبرقفل

مشاركة من محب لكم

هناك بعض الأصوات البشرية التي تضاف إلى أجهزت الكمبيوتر فتغير فتشغل حيزا من جمال الأغنية

تأتي بنفس هادئ

و تريح الأصابع من الأوتار

و تريح الأيادي من البيانو

مع بعض الإضافات تعطي شكل ثاني الأغنية

مجرد فكرة أحببت تقديمها لمجموعتي المفضلة

::

كلمة رائعة من المبدع عبد الكريم شكرا الك

يسلمووووووووووووو

::

:4758: :دوماتوا:

يسلمووو مشكككورة

يسلموووووو