أراد شاب أن يتزوج من بنت كبير قومه وعشيرته ، ولكن كبير القوم والعشيرة رفض أن يزوجه إلا بشرط واحد ، فهو لا يريد مهرا لبنته ، ولا مالا ، ولا ذهبا ولا تجارة .
شرطه أن يكون مهر بنته تفسير الأربع كلمات الآتية ، الأولى صدق ، الثانية من صدق ، الثالثة من صدق ، الرابعة من صدق ، أربع كلمات فقط .
خرج الشاب حزينا هائما على وجهه ، يسير بين القرى والمدن ، ويقطع القفار والجبال ، والوديان والهضاب ، يبحث عن الإجابة ، كان يسأل عن رجل حكيم لعله يروي ظمأه ، فيجيبه على تلك الكلمات ، فلا يهم من يكون هذا الحكيم .
وفي طريقه ، وبعد أن بلغ منه الجهد مبلغه ، وأخذ الإعياء منه مأخذه ، ألقت به ظلمة الليل إلى بيت رجل فقير .
كان الشاب منهكا متعبا ، إلى درجة أنه لم يتمكن في تلك الليلة من تناول الطعام ، فمنذ أن جلس على الفراش ، غطَّ في نوم عميق ، وعندما استيقظ في صباح اليوم الثاني ، أراد صاحب البيت أن يخفف عنه ما يشعر به من ألم ومرارة ، فسأله عن قصته ، وما فعل الزمان به .
حكى الشاب قصته للرجل الذي ساقته الأقدار إليه من غير ميعاد ، قال الرجل للشاب : وجدت ضالتك ، فخذ عني إجابتك :
أما الكلمة الأولى فهي : ربِّي ولد ولدك أمّا ولد بنتك فلا .
وأما الكلمة الثانية فهي : عمِّر في مُلكك وأما ملك غيرك فلا .
وأما الكلمة الثالثة فهي : تزوج من شكلك أما شكل غيرك فلا .
وأما الكلمة الرابعة فهي : الرجل الفطين يفهم في حديث الرجال ، أما الدُّون فلا .
فرح الشاب بتفسير الكلمات الأربع فرحا شديدا ، وعاد مسرعا إلى كبير عشيرته ؛ ليخبره عن تفسير الكلمات الأربع ، لعله يحظى ببنت كبير العشيرة .
استقبل كبير العشيرة الشاب باهتمام بالغ ، وأيقن أن الشاب نجح في الامتحان ، وأنه أهل للزواج من ابنته، وكان للشاب ما أراد .