غريب وعجيب ... كيف نحشرهم في كل شيء !!
شيء غريب ... أن نتواصل هنا ونتقارب ، ونصنع العلاقات الثقافية والأنسانية ، ونمدح بعضنا وننتقد بعضنا ونعلـّم بعضنا ... وبعضنا يتأدب في الحوار ... وبعضنا يستهجن ويشجب ... وربما بعضنا يسب ويشتم ... والبعض منا ( يكفرنا ) ويخوننا ... مع ذلك نتواصل دون أن يعرف الآخر شكل صاحبه وعمره وعمله ولونه ودينه ... ربما ليس ذلك بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيْ غريب ... أن يلتزم بعضنا بالأدب والمسكنة وغض النظر عندما يكون بصحبة زوجته أو خطيبته في السوق أو أحد ( المولات ) وكأنه حمل وديع مغمض العينين ينوء بحمل مهول من دماثة الخلق ومباديء الأخلاق الحميدة ... ويتصابى ويعاكس ويستهتر ويشغل ( البلوتوث ) ولن تسلم من لسانه حتى عاملة التنظيف عندما يكون لوحده أو مع بعضنا دون الزوجات والخطيبات ... وكأنه تخرّج للتو بشهادة كبيرة من طيبة الذكر المؤسسة الثقافية المعروفة ستار أكاديمي ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيء غريب ... أن يتمنى بعضنا لأبنته أو بناته الزواج المشرف وفق شرع الله ودينه بعد أن يفحص ويمحص العريس وعائلته وأقاربه وجيرانه ومدينته ليضمن لها أو لهن الأستقرار والحياة الهانئة وبيت الزوجية الدائم السعيد ... وبعضنا يركض بلهفة وبشوق لكي يمتع نفسه ( ويطرّي ) شيباته بزواج المتعة والمسيار والزواج الفلكي واللاسلكي ... ربما هذا الأزدواج بمعايير الأخلاق ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيء غريب ... عندما يجتمعن في بيت أحداهن ويبدئن بصولات النميمة والقشبة والهجوم الساحق على صديقتهن التي تأخرت عنهن لظرف طاريء ... ولا يتركن خصلة من خصالها وشكلها إلا وكان على منضدة التشريح ابتداء من جمالها الذي يشبه جمال زوجة أوباما وانتهاء بمشيتها التي تشبه مشية الراحلة ماري منيب ... ثم يتحولن الى المدح الرائع والتقبيل والأعجاب بها عند دخولها عليهن بصورة مفاجئة ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب ايضا
شيء غريب ... أن بعضنا على يقين من مخاطر التبغ والأركيلة وكل أنواع الدخان على الصحة والبدن وعلى الجيب والمدخرات وعلى الأبناء والزوجات ويعلم علم اليقين ما ستؤول اليه حال المدخن ... وبعضنا يفطر على سيكارة ويتعشى بأركيلة ... بل البعض يضيف اليها الآيس والبانجو والحشيش والبرسيم والبقدونس ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيء غريب ... أن يعلم بعضنا أن له مقرا رائعا يشرف على ثلاث جهات مباركة زاهية نقية خالدة ... الجهة الأولى عرش الجبار الرحيم ... والثانية نهر الكوثر ... والثالثة قصر محمد صلى الله عليه وسلم ... وثمنها فقط سبعة عشر ركعة في اليوم ... ونرى بعضنا يتقاعس عن دفع ذلك الثمن البخس مقابل ساعات وساعات يشتريها في دور السينما وأمام الأنترنيت ومقاهي التسلية ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيء غريب ... أن يكره بعضنا بعض حكامنا وينتقدوهم ويكرهوهم ويحاربوهم ويسيئون الى مكانتهم التي وصلوا اليها بالأغتصاب الأنتخابي ... ثم ينصروهم ويستقتلون من أجل مكانتهم المعنوية والسيادية ويقدمون ( الضحايا ) والشهداء
في سبيل نصرة سيادتهم وفخامتهم عندما يسيء أحد من خارج البلاد الى هؤلاء الحكام الكرام على أساس أن جحا أولى بحماره ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
شيء غريب ... أن أحشر في هذا الموضوع الأجتماعي لمحات سياسية بعيدة عن أهداف الموضوع وغاياته ... ولا أعرف لماذا عندما أكتب في شؤون حياتنا أو في مشاكلنا الأجتماعية والثقافية وربما الأقتصادية والعسكرية ، أرى قلمي يقودني تلميحا أو صراحة الى دهاليز السياسة أو مناقب الساسة ... ربما ذلك ليس بغريب فقط بل عجيب أيضا
:
: