إحساس لا يزال و مشاعر مستبقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جئت لك و لأجلك و جئت لي و لأجلي فكانت واحدة بواحدة
بحثت عنك و عن عنوانك فبحثتي عن دعوات لي تيسر لي
فكانت ايضا واحدة بواحدة
تألمت لبعدك و تحسرت فتألمتي لبعدي و ندمتي
فهي أيضا واحدة بواحدة
لم أعلم بأنك بين أضلعي تسكنين
لو علمت لأختصرت المسافة
لم أعلم أن هناك من ينتظرني
لو علمت لأبتسمت لنا الدنيا
كانت معانات الغربة و شيئا منها
نعم و كانت أيضا تلك الرياح
التي تسير بنا في أزقة المباني و طرق الأسواق و شواطئ البحار
هناك من صدق و هناك من لم يصدق
كانت أيام يحلوها التعب الذي لم يكون تعب و التفاءل و الشوق
و كانت الليالي تحلوها قليل من السهر و كثير من الرجاء و التفكير و الدعاء
فكانت الورود في كل صباح تقول هي بقربك فلم أستمع لها
فجاءت الأشجار عصرا لتساعدني فشاجرتها و تركتها تتألم
تركت الورود تصمت عن قولها لي بأن هناك ما يسعدني
تركت الأشجار تتألم لأنها توقفت عن مساعدتي
لماذا أنا فعلت ذلك
فلم أعلم أن الأشجار صدقتني و الورود تحبني
كانت الأكلات الساخنة تتكلم و أنا معرض عنها
كانت اللوحات تغني لي و أنا منزعج من غناها
كانت الرقصات الشعبية حولي و أنا كاره لها
كان الناس هذا وهذا وهذا وهذا و أنا بعيد بأفكاري
الله
لم أعلم بأن هذا من ثمرات الأرض الناضجة التي طالما رأيت فيها العجب
كنت لذلك متأثر و بها غاضب
ثم كانت الجوامع تكرمني بالتذلل لربي كما يجب أن يكون
و كانت الشواطئ القديمة ترجعني
لكن هناك ما لم تعرفوه
كان كل فجر يأتي لا يشرق لدي إلا بوقفة
كانت الشمس لا تشرق حتى أنظر لجهة بيتها و أنا لا أعلم أن بيتها كان في تلك الجهات
أكثر ما تحركة قدماي الإثنتين لأماكن بقربها
كانت حقا دعوات مستجابة
كانت أحلى أيام و أجمل ليالي لأن السماء تمطر حولها
الله
هل تعلمون أن كل شيء رأيت فيه عجب
هذا ما لم تعلموه
قد تعلمت أن كل شيء عند ربي سبحانه و تعالى بمقدار