1/100
الثورات العربية تبحث عن هذا الرجل ..
في غرب الجزيرة العربية ، قبل حدوث الثورة الصناعية واكتشاف وسائل الطاقة، في أحد الأيام التي استقت حرارتها من فيح جهنم ، الساعة تشير إلى ما بعد الواحدة ظهرا .. أي أن الشمس حينها تقف كالخيلاء فوق رأس الأرض مستعرضة قواها في سلخ الاجساد واستجداء العباد لرحمة رب الأشهاد ..
في هذه الأثناء كان علي يجلس في الظل يرجو رحمة ربه التي ستقيه حر جهنم ، يشرب من الماء تارة .. ويغسل وجهه تارة أخرى .. وفجأة يسمع صوتا قادما من الشرق .. يلتفت فيجد بعيرا يركض ! هدأ الصوت قليلا .. حتى قدم من نفس الاتجاه صوت آخر .. التفت فوجد رجلا حافي القدمين يعض ثوبه ويركض .. قال علي في نفسه : مسكين هذا المجنون ! سيقتل نفسه من الحر .. ذهب علي إليه يستوقفه .. اقترب حتى ظهرت الملامح بانجلاء السراب وكانت المفاجأة لعلي .. إنه صاحب السمو الملكي الرئيس الخليفة الديموقراطي الشعبي قوي الشخصية : عمر بن الخطاب ..
- ماذا تفعل ياعمر ؟
-بعير ند من إبل الصدقة وأنا أطلبه !
- وأين الخدم ؟ اين الحشم ..
- يرد عليه عمر وهو يلتفت : لا تلمني يا أبا الحسن .. سيسألني عنها ربي ..
عدلت .. فأمنت .. فنمت
كتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه :
(( يا سعد ، إن الله إذا أحب عبداً حببه إلى خلقه ، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس ، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما لله عندك )).
2/100
الأمة بحاجة إلى مبدأ كمبدأك يا رجل
21 عاما يعاني من الاحتجاز في الزنزانة .. تعب من نفسه .. ارهق من حمل شعر رأسه .. مل من صوت أنفاسه .. حتى جاء الفرج بعد 21 عاما ,,
دخل عليه الرئيس .. يبشره بأنه تم العفو عنه .. ابتسمت شفاه فرحا بانتهاء المعاناة .. وهم بالوقوف والخروج .. وقبل ان يقف قال له الرئيس : ستخرج بشرط صغير .. أن تكف عن الدعوة لنبذ العنصرية نهائيا ..
التفت نيلسون مانديلا للرئيس وضحك قائلا : سجن الزنزانة احب إلى من سجن الفكر .. دعني هنا لو سمحت
الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً ( نيلسون مانديلا)
3/100
هل لنا بوزير كهذا ؟
يقول أحد طلاب الشيخ محمد بن عثيمين : سافرت مع الشيخ محمد للرياض لحضور اجتماع لهيئة كبار العلماء .. وفي طريق العودة دخلنا مدينه عنيزة بين الأذان والأقامة .. اتجه السائق للمسجد لكن الشيخ طلب منه الذهاب إلى البيت وسط استغرابي !! فالصلاة أقيمت !
وصلنا إلى البيت .. وفور نزولنا من السيارة طلب منا الركوب في سيارته الدادتسون وقادها بنا إلى المسجد !
يقول طالبه .. أتدري لم ذاك كله ؟
سيارة الكابرس سيارة حكومية يرى أنها فقط لحضور المهام الرسمية ولا يجوز له استخدامها واستخدام السائق في مشاويره الخاصة !
حتى إلى المسجد ؟
حتى إلى المسجد !
كلما ترفه الجسد تعقدت الروح ( ابن عثيمين )
4/100
مع هذا الشخص ستكون الأزمة الاقتصادية العالمية .. سهلة الحل !
في عام 717م كانت الدولة الأموية تعاني من أزمة اقتصادية بدأت تظهر مؤشراتها في ثقة المستهلك وزيادة عدد البطالة وارتفاع في طلبات الإعانة ..
بعد عامين فقط وصلت الدولة لذروة اقتصادها وبلغت أعلى درجات المتانة المالية لدرجة أن المؤسسات الحكومية ضاقت بالفائض المالي لديها ولم تجد طلبات للإعانة أو مجال لصرف الأموال لديها ..
كيف حدث كل هذا ؟
هل هي خطة انقاذ أوصى بها (ألان جريسبنان)
أم هو دعم مالي من صندوق النقد الدولي ؟
أم ترى كان خلف ذلك اكتشاف نفطي أو معدن نفيس ؟
لم يكن أي من ذاك وراء النهضة المالية ..
بل كان خلف ذلك رجل واحد اسمه : عمر بن عبدالعزيز
ذلك الرجل الذي ورث كل ولد من ورثته اقل من دينار !
عجوز من العجائز لديها مجموعة من الغنم .. جاءها الخبر بأن الذئب أكل غنمها .. ما كان جوابها سوى أن طأطأت رأسها وهي تبكي على غنمها وقالت : مات أشج بني أمية .. قالوا وما أدراك ؟ قالوا : وما أدراك ؟ قالت : منذ تولى لم يعتدي أحد على غنمي !
وفعلا .. جاء الخبر بوفاته !
5/100
جواز سفرك لن يكون ضعيفا ما دام خلفك رجل مثل هذا
استمرت الحرب بين البلدين أكثر من 60 عاما ولا زالت .. تختلف درجة حرارتها بين الفينة والأخرى بحسب مقياس الذل والخناعة .. وبقيت على مدار فصول الرشوة ومحبة السلطة .. وستبقى إلا أن يرث الأرض شعب رشيد !
في خريف سقطت فيه أوراق عدة من أوراق الخيانة والخنوع من شجرة الملوك تمت عملية عسكرية للبلد الضعيف انتهت بمكسب تافه جدا لم يصل لطموحات اصحاب المهمة التي يحمل أصحابها حلما لم يوقظه صراخ وعويل أبطال الكلام والهمهمة وعمولات يتم تسليمها تحت الطاولة ..
نتائج العملية لم تكن احتلال مدينة .. ولم تصل إلى احراق سرية .. بل لم تقارب حتى تفجير دبابة عسكرية ..
نتائجها كانت كالتالي : اسر جندي يحمل رتبة متدنية جدا جدا جدا ..
حسنا .. كيف سيكون رد الدولة الأخرى ؟
تنديد !
أم هو شجب !
ربما سيكون مناشدة ..
أو دعوة لطاولة المفاوضات إن كانت دولة قوية !
لم يحصل هذا أبدا ..
بل كان الرد وبكل بساطة .. تحريك الجيوش واقامة حرب علنية ..
لأن الجندي غال جدا .. فهو فرد من المجتمع ..
جندي كألف عقيد ..
شاليط سيحتفل بالحرية قبل حلول عيد الفطر ,, لدينا التزام من الدرجة الأولى لإنقاذ أي يهودي !
(بنيامين نتنياهو)
6/100
لو كنت سعوديا يا سيدي ؟ ولو تفتح عمل الشيطان !
لا توجد على وجه الكرة الأرضية بيئة أصعب لصنع الحضارة وتطوير الاقتصاد منها في دول شرق آسيا الفقيرة والتي لم تبدا عصر الثورة الصناعية بقوة ولم تلحق ركب التقدم التقني .. فهي تعاني اضافة لتأخرها من كثافة السكان وانعدام الطاقة وشح الثروات باستثناء الزراعية منها .. على الرغم من وجود ميزة الكثافة السكانية
في وسط هذه البلدان الفقيرة المتخلفة تقدمت تلك الدولة شيئا فشيئا على الرغم من افتقادها للعنصر الايجابي الوحيد التي تملكه جاراتها .. ألا وهو كثافة السكان .. ولم يكن تقدمها معقولا .. بل كان كعمل سحري متقن في يد لا يوجد أخف منها ! حتى وصلت إلى المراتب الاقتصادية العليا وتضاعف متوسط دخل الفرد 100 ضعف خلال فترة وجيزة جدا وحفرت اسمها في مصاف الدول المصنعة والمنتجة والمطورة والغنية ..
كان رجل واحد خلف الانجاز ..
رجل حارب الجهل .. وقال : لا يمكن صنع أي بيئة حضارية دون تعليم متطور .. سأصرف نصف ميزانيتي في التعليم
رجل حارب الاعتماد على م
واحد وقال : ايهما أفضل .. أن نذكر المشكلات التي تواجهنا ! أم نسارع بحالها
رجل آمن بالصناعة وجعلها مؤشرا للقوة وقال : عبارة - صنع في - اكبر فخر للدول
رجل وضع العنصرية بكافة اشكالها في مزبلة التاريخ وقال : تساوي الفرص أكبر دافع للانسان
رجل جعل من سنغافورة بلدا يشار اليه بالبنان دون خطة خمسية أو خمسينية !
رجل جعلها تحتل المركز الرابع على مستوى العالم في المراكز المالية الدولية والثاني عشر على مستوى الشفافية ودخل الفرد فيها في قوائم الطليعة بعد أن كانت قبل 50 سنة فقط مكانا غير آهل للمعيشة !
ما كان هذا الرجل يحمل قدرات عقلية جبارة .. ولم يكن مدعوما من الدول الغنية أو محبوبا منها .. كل ما كان يملك هو ايمانه بمعلومة واحدة .. أن الاستثمار في الشعب هو الاستثمار الناجح
يقول (لو ولدت سعوديًا لعملت على إتقان اللغة الإنجليزية، فنحن غيرنا أسلوب التعليم وأوجدنا لغة تمكن كل باحث من الحصول على المعلومات عن طريق شبكة الإنترنت، فإنه من الصعب أن تمنع تأثير الأجنبي على مجتمعك بصورة كاملة، ولكن عندما تتغير أساليب الحياة تتغير مشاكل مجتمعكم فيتحقق لكم ما تريدون)
ويضيف (لو ولدت سعوديًا لوجدت أن الانفراد بطريق علمي مميز هو الطريق لأمة قوية وغنية)
ويكمل قائلا (لو ولدت سعوديًا وأعطيت هذه المهمة انطلاقًا من بداياتنا لطرحت سؤلًا مفاده، ما الذي سيزيد من أهميتي بالنسبة لدول العالم؟ حتمًا إنه ليس رملي، ولا جمالي، بل إنه نفطي، فهذا الم
م
نادر جدًا.. والسؤال هو: كيف نفعل قيمة هذا النفط مع ندرته في المستقبل؟ ويجيب: إنني لن استهلكه فقط للتزود بالطاقة، بل ساستثمره في صناعات أخرى تعتمد على النفط كصناعة المواد البلاستيكية والنقل، فعليكم تطوير هذه الصناعات بحيث يقوم شبابكم بها بأنفسهم، ومن المهم أن تقيموا صناعات تسمح لمواطنيكم بالاستثمار فيها، ولابد أن ترسلوا أبناءكم للعمل في الدول المتقدمة ثم العودة إلى تأسيس أعمال صناعية ومصارف إسلامية جديدة في بلدكم، فالمهم أن تتعلموا كيفية استثمار احتياطيكم النفطي وكيفية إدارة مواردكم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة)
لي كوان يو - مؤسس سنغافورة الحديثة - خلال محاضرة القاها في السعودية
7/100
حرفين منك يا سيدة العالم اسقطت جون ماكين والجمهوريين !
عندما تكون شخصا أسودا وتعيش في الولايات المتحدة قبل عام 1955م فأنك لن تستطيع الوقوف أمام رجل أبيض في طابور الخباز لشراء الرغيف .. ولن يكون بمقدورك ركوب سيارة أجرة يرغب ابيض بركوبها .. وإذا كنت جالسا في مقعد بالحافلة ودخل رجل أبيض للمكان فأنك مضطر بالأكراه للوقوف وترك المقعد لهذا الرجل حتى وإن كنت طاعنا في السن !!
بعد 60 عاما لم يتحسن الوضع قليلا ليستطيع الأسود الجلوس في مقعد الحافلة والاصطفاف كغيره في طابور البقالة ! بل أصبح الرجل الأول في هذه البلاد رجل أسود وبالطبع فإن السيدة الأولى في تلك البلاد هي سيدة سوداء ..
كيف ان
الحال بهذه السرعة ؟
ربما سيكون الجواب لمن لا يعلم تحليلات نفسية واجتماعية وفلسفة فكرية لا نهاية لها ..
لكن الواقع والتاريخ يقول أنها مجرد كلمة مكونة من حرفين ..
كلمة (لا)
قالتها سيدة سوداء طلب منها رجل ابيض اخلاء المقعد لها في الباص ..
كلمة واحدة أثارت أكبر قضية في تاريخ الدولة الأولى في العالم ..
كلمة واحدة غيرت كتابة التاريخ !
باراك أوباما .. لم تصل إلى المقعد بدهائك ومجموعة كتب درستها بكامبردج !
بل كانت (لا) التي خرجت من تلك السوداء هي السبب بوصولك للبيت الأبيض ..
هذا هو الواقع سيد باراك
روزا باركس
من خلال العمل البسيط الذي قامت به عندما رفضت التخلي عن مقعدها، فإن السيدة باركس بدأت طريقا استرشدنا به لنعرف معنى الحرية ( بيل كلينتون)
8/100
هل خلق مع العرب مادة لاصقة بأسفل أجسادهم لا ينتهي مفعولها سوى مع الموت ؟
تاريخ العرب منذ مقتل علي بن أبي طالب تاريخ دموي حافل بالأعين التي سملت ، والأجساد التي سلخت ، والمخجل أن السبب في معظمها لم يكن غيرة على محارم انتهكت ، أو دفاعا عن قضية من الحق حرمت .. بل كان يعود لسبب واحد فقط : كرسي الرئاسة !
عندما تقرأ في التاريخ العربي ينتابك اليأس من احتمالية الوصول إلى ديموقراطية تعيد إليك نجاحات الرعيل الأول ، ويصل بك الأمر حد الشكوك بوجود مادة لاصقة دست بعرق العرب تمنع كل صاحب كرسي من التنحي عنه ولا ينتهي مفعولها إلا بوفاته ..
شخصية واحدة تجاوزت المسألة برمتها .. وشككت قراء التاريخ بنظرية الغراء اللاصق !
وجد البلاد في حالة فوضى عارمة أوصلته للمستوى للمستوى الأدنى من الانحلال الانساني .. فالققر يعم الوطن ، والظلم شاع في المكان ، والأمن فقد والبشرية لامست التراب .. وجد أن الإصلاح يبدأ من قمة الهرم .. قام بانقلاب عسكري ناجح حتى آلت إليه السلطة وسلمت إليه مفاتيحها ..
البلاد بثرواتها تحت أمرته .. المال تدفق عليه من كل جانب .. والأهم من ذلك السلطة ! وما أدراك ما السلطة !
جلس على الكرسي .. توقع الجميع أن يغرس المادة اللاصقة فيه حتى الموت .. ومن يستطيع أن يلومه ! هكذا خلقنا يا سيدي .. ومن يستطيع الاعتراض أو ينكر ؟
فكر .. ثم قدر .. علم أنه لم يخلق لإدارة البلاد ..
ولأول مرة في تاريخ العرب .. أقام انتخابات رئاسية وتنحى عن السلطة قبل أن يشبع من ثمراتها ..
تفرغ للإصلاح الفكري .. وترك متاع الدنيا ..
أتى بما لم يأتيه الأوائل .. وترك الكرسي ببساطة ..
جعل قراء التاريخ في ورطة !
هل الغراء اللاصق مخلوق فعلا !
من الأسهل لقارىء التاريخ أن يشكك بأصوله و يقول : أن هذه الشخصية بها نزعة عرق غربية ..
أو يقول كغيره : مؤامرة
عبدالرحمن سوار الذهب / خادم الاسلام في افريقيا
السلطة قد تؤدي إلى الفساد، لكن من المؤكد أن السلطة المطلقة تؤدي إلى فساد مطلق...(فيليب جيمس فايلي)
9/100
عندما يكون فلذة الكبد ... مبدأ
قد يتعايش البشر مع أي طبيعة وبيئة تحكمهم .. حتى بيئة الظلم والعدوان .. لكن لكل قاعدة شذوذ .. وهذه العجوز كانت قاعدة كاملة في الشذوذ ..
لم يرضها انتهاك أرضها وأحتلال بيتها .. لم تقبل بأي مساومة كغيرها .. بل إنها ضحت بأغلى ما عندها .. فلذة الكبد .. شجعته على الثورة على الظلم .. فعاش مناضلا حتى أسر بأيدي العدو وحكم عليه بالسجن المؤبد .. ولم تندم لحظة على فعله وفعلها .. المسألة مسألة مبدأ لا يتغير بتغير الأحداث ولا يتزلزل حتى لو جاء ريختر بنفسه ليهزه ..
17 عاما وهي تزور الأبن في سجنه ..لا لتواسيه على الحال .. ولا لتبكي على الأطلال .. بل لتحتفل معه بأنه أقر عينها به .. وتخبره كيف تراه في مقدمة ركب الرجال ..
ولأن أقوى الناس بأسا لا يصبر على تكالب الأيام .. ولأن الزمن كفيل بإسقاط أشهر الأشجار المعمرة .. سقطت العجوز بفعل الجلطة الدماغية .. ولو اختارت الجلطة مكانا آخر لما استطاعت تركيع العجوز !
وصل الخبر للابن السجين .. بكى حتى على الأرض هوى .. وتوالت الأيام عليه ثكلى .. حتى جاء يوم الزيارة المفتوحة .. كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ليشتم رائحة عطر الشجاعة من قدميها.. ويلمس جسد البأس من يديها .. لكن اليوم ليس ككل يوم .. اليوم حال المرض بينه وبين رائحة الشجاعة وعبق البأس .. جلس في زنزانته وطأطأ رأسه وبكى ..
سمع في الخارج صوت صفارات الانذار .. كان صوت سيارة الإسعاف .. أطل برأسه من شباك زنزاته ليرى من هو السجين الذي توفي واستدعوا السيارة من أجله ..
فتح باب السيارة .. أنزلوا حمالة .. وكانت المفاجأة ..
السيارة تحمل جسد الطهارة .. السيارة تحمل عنوان الحضارة ..
هرع لباب الزيارة .. قبل يديها وقدميها ..
لم تستطع الكلام .. ولم تبق الجلطة للسانها مقال ..
نظرت بعينيها .. وبلغة العين علم ما تقول العجوز ..
كانت تقول : افتخر بك يا بني
وَلَـوْ أَنَّ الحَيَـاةَ تَبْقَـى لِحَـيٍّ
لَعَـدَدْنَـا أَضَلَّنَـا الشُّجْعَـانَـا
وإِذَا لَمْ يَكُـنْ مِنَ المَـوْتِ بُـدٌّ
فَمِنَ العَـارِ أَنْ تَمُـوتَ جَبَانَـا..
(ابو الطيب)
10/100
كيف لا تكون الدنيا بخير .. عندما يتفوق المبدأ على المال والضوء .. وأمور أخرى
عاش حياته مناضلا يبحث عن الحق .. جعله المبدأ .. واستغل ما وهبه الخالق من حكمة وفصل الخطاب في طريق الوصول إليه .. حتى أضحى أكثر الرجال شهرة ومحبة في أعظم بلاد العالم ..
يقف أمام الميكرفون .. فتنصت له الآذان .. وتخفق له القلوب .. فهو الأمل بنظرهم .. وهو البطولة في تاريخهم .. مليوني شخص يتمنى مصافحة هذا الرجل .. ويفتخر بمشاهدته على أرض الواقع !
10 سنوات فقط كانت المسافة في حياة الرجل في حياة الشهرة .. ابتدأ الطريق لا يعرفه سوى رفيق الزنزانة وحارس السجن .. وانتهى الطريق واسمه يفتتح به نشرات الأخبار ..
بعد 10 سنوات من الكفاح والنضال قرر السفر في رحلة إلى الشرق الأوسط .. واعقبها بزيارة الحرم الشريف .. وصدم صدمة حضارية كشفت كثيرا من الأقنعة .. واتضح الواقع المظلم الذي عاشه في سنين كفاحة .. وتبين له أن الشهرة التي حازها بنيت على باطل .. وأن الاسلام الذي ضحى بسنين عمره من أجله دين خاطىء وإن كان اسمه الأصح في قائمة الأديان ..
عاد إلى البلاد .. كان أمام خيارين : إما أن يستمر على طريقه ويحافظ على شهرته ومحبة الناس له .. وإما أن يسير خلف ما يراه حقا ويخسر كل ما بناه .. وضع في يده اليمنى الحق والمبدأ .. وفي يده اليسرى اضواء الكاميرات وخفقات القلوب وتنهدات الصدور .. هنا يقع أصعب الخيارات .. وصدقوني أصعب مما نتخيل ..
نفض يده اليسرى .. فالحق أحق أن يتبع .. الحق يؤتى ولا يأتي .. خسر الدعم السياسي .. خسر الدعم المادي .. خسر في الآخر حياته ..
وبعد حين من السنين .. بعد كشف الزيف وظهور اليقين .. اصبح الجسد الذي سقط في مؤتمر خلف طاولة المحاضرات أشهر الأجساد التي دفعت قافلة الحرية للأمام ..
ذلك الجسد الذي سقط وهو يرفع السبابة بالشهادة !
(ياعم .. والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك) خير البرية أجمعين
من نثر آلمنقـول ~
رآق لي جدآآ ~
وزوار المنتدى
♥|تٌعُرًفًتََعُلًيَكُمًـ منٌ *:
: :
